تَعَلَّمْ فَنْ هُدُوْءِ الْأَعْصَابِ وَكَظْمِ الْغَيْظ


جاء غلام لأبي ذر رضي الله عنه وقد كسر رجل شاةٍ له
فقال له: من كسر رِجل هذه؟ قال: أنا فعلتُهُ عمدًا لأغيظك
فتضربني فتأثم. فقال: لأغيظنَّ من حرَّضك على غيظي، فأعتقه.
***
شتم رجلٌ عديَّ بن حاتم وهو ساكتٌ، فلما فرغ من مقالته
قال: إن كان بقي عندك شيءٌ فقل قبل أن يأتي شباب الحي،
فإنهم إن سمعوك تقول هذا لسيدهم لم يرضوا.
***
دخل رجل صالح ذات يوم السوق، يريد أن يبتاع لنفسه شيئاً، فوضع يده على رأسه كي يخرج الدراهم من عمامته، فإذ بالدراهم قد سُرقـت!فلما رأى الناس ما حصل، أخذوا يدعون على السارق بقطع يده ويذمونه، فما كان من الرجل الصالح إلا أن وقف وقال : اللهم إن كانت لمن أخذ الدراهم حاجة يريد قضاءها اللهم فاقض حاجته،وإن لم تكن له بهذه الدراهم حاجة اللهم فاجعله آخر ذنب له!
***
زاحم رجل سالم بن عبدالله في الطواف، وضيق عليه ثم قال له:أنت رجل سوء".
فقال سالم: "ما عرفني إلا أنت"
***
قال رجل لعمرو بن العاص: "والله لأتفرغنَّ لك".
فقال له عمرو: "هنالك وقعت في الشغل".
فقال الرجل: "كأنك تهددني.. والله لئن قلت لي كلمة لأقولنَّ لك عشراً".
فقال عمرو:
"وأنت والله لئن قلت لي عشراً لم أقل لك واحدة"
***
خرج علي بن الحسين يوماً من المسجد فسبَّه رجل، فقام الناس إليه، فقال: "دعوه"، ثم أقبل عليه فقال: "ما ستر الله عنك من عيوبنا.. ألك حاجة نعينك عليها؟"، فاستحيا الرجل، فألقى إليه خميصةً كانت عليه، وأمر له بألف درهم.
***
جاء غلام لابن عون فقال: "فقأت عين الناقة".
فقال ابن عون: "بارك الله فيك".
قال الغلام: "أقول لك فقأت عين الناقة، وتقول: بارك الله فيك؟!".
فقال ابن عون: "أقول أنت حرٌّ لوجه الله"
***
شتم رجل الشعبي فقال له :
إن كنت صادقًا ، فغفر الله لي ، وإن كنت كاذبًا فغفر الله لك
***
كيف تمكن هؤلاء من كظم غيظهم وتهدئة أعصابهم ؟؟
وكيف لك أن تكون كذلك ؟؟
اتبع الخطوات التالية :

أولاً: درِب قلبك.

إن هذه العضلة التي في صدرك قابلة للتدريب والتمرين ، فمرّن عضلات القلب على كثرة التسامح، والتنازل عن الحقوق، وعدم الإمساك بحظ النفس، وجرّب أن تملأ قلبك بالمحبه .
فلو استطعت أن تحب المسلمين جميعًا فلن تشعر أن قلبك ضاق بهم، بل سوف تشعر بأنه يتسع كلما وفد عليه ضيف جديد، وأنه يسع الناس كلهم لو استحقوا هذه المحبة.
فمرّن عضلات قلبك على التسامح في كل ليلة قبل أن تخلد إلى النوم، وتسلم عينيك لنومة هادئة لذيذة. سامح كل الذين أخطؤوا في حقك، وكل الذين ظلموك، وكل الذين حاربوك، وكل الذين قصروا في حقك، وكل الذين نسوا جميلك، بل وأكثر من ذلك..
انهمك في دعاء صادق لله -سبحانه وتعالى-
بأن يغفر الله لهم، وأن يصلح شأنهم، وأن يوفقهم..؛
ستجد أنك أنت الرابح الأكبر.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:
( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ) أخرجه مسلم.

ثانيًا: سعة الصدر وحسن الثقة مما يحمل الإنسان على العفو.

ولهذا قال بعض الحكماء:
"أحسنُ المكارمِ؛ عَفْوُ الْمُقْتَدِرِ وَجُودُ الْمُفْتَقِرِ"
فإذا قدر الإنسان على أن ينتقم من خصمه؛ غفر له وسامحه
قال تعالى
(وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)
وقال صلى الله عليه وسلم لقريش
:"مَا تَرَوْنَ أَنِّى صَانِعٌ بِكُمْ؟" قَالُوا : خَيْرًا! أَخٌ كَرِيمٌ وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ. قَالَ: "اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ".
ثالثًا: شرف النفس وعلو الهمة بحيث يترفع الإنسان عن السباب، ويسمو بنفسه فوق هذا المقام.
فلابد أن تعوِّد نفسك على أنك تسمع الشتيمة؛ فيُسفر وجهك، وتقابلها بابتسامة عريضة، وأن تدرِّب نفسك تدريبًا عمليًّا على كيفية كظم الغيظ ..

رابعًا: طلب الثواب من عند الله.

خامسًا: استحياء الإنسان أن يضع نفسه في مقابلة المخطئ.

وقد قال بعض الحكماء:
"احْتِمَالُ السَّفِيهِ خَيْرٌ مِنْ التَّحَلِّي بِصُورَتِهِ وَالْإِغْضَاءُ عَنْ الْجَاهِلِ خَيْرٌ مِنْ مُشَاكَلَتِه".

سادساً: الرحمة بالمخطئ والشفقة عليه، واللين معه والرفق به.

قال سبحانه وتعالى لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-:
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْر)
وفي هذه الآية فائدة عظيمة وهي: أن الناس يجتمعون على الرفق واللين، ولا يجتمعون على الشدة والعنف
وهؤلاء هم أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- من المهاجرين والأنصار -رضي الله عنهم والسابقين الأولين؛ فكيف بمن بعدهم؟!
فلا يمكن أن يجتمع الناس إلا على أساس الرحمة والرفق.
قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه لِرَجُلٍ شَتَمَه:
"يَا هَذَا لا تُغْرِقَنَّ فِي سَبِّنَا وَدَعْ لِلصُّلْحِ مَوْضِعًا فَإِنَّا لا نُكَافِئُ مَنْ عَصَى اللَّهَ فِينَا بِأَكْثَرَ مِنْ أَنْ نُطِيعَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ".
قالَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: " إِنَّما العلمُ بالتعلُّم، وإِنما الحِلْمُ بالتحلُّمِ، مَنْ يَتَحَرَّ الخيرَ يُعْطَهُ، ومَنْ يَتَّقِ الشرَّ يُوقَه ُ".
فعليك أن تنظر في نفسك وتضع الأمور مواضعها قبل أن تؤاخذ الآخرين،
سابعًا: قطع السباب وإنهاؤه مع من يصدر منهم، وهذا لا شك أنه من الحزم.
 يحكى أن رجلا قال لعمرو بن العاص:
والله لئن قلت لي كلمة لأقولنَّ لك عشراً".
فقال عمرو:
"وأنت والله لئن قلت لي عشراً لم أقل لك واحدة"

ثامناً:احفظ المعروف السابق, والجميل السالف.
ولهذا كان الشافعي - رحمه الله- يقول:
إِنَّ الْحُرَّ مَنْ رَاعَى وِدَادَ لَحْظَةٍ وَانْتَمَى لِمَنْ أَفَادَ لَفْظَةً

تاسعاً:- استخدم روح الدعابة دون سخرية أو محاولة لتسخيف الأمور

وكن بسيطا مرحا لطيفا تضفي جواً على علاقتك بالآخر أنى كان ففي ذلك حمام
ضد انفجار بركان الغضب

عاشراً:- أن تعلم فضائل كظم الغيظ ليكون لك شرف نيلها
1- عن ابن عمر - رَضي الله عنهما -: أن رجلا جاء إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أي الناس أحب
إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس،
وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور يدخله على مسلم،
أو يكشف عنه كُربةً، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا،
ولأن أمشي مع أخٍ في حاجةٍ أحبُّ إليَّ من أن أعتكف في
هذا المسجد - (يعني مسجد المدينة) - شهرًا، ومن كفَّ غضبه
ستر الله عورته، ومن كظم غيظه - ولو شاء أن يمضيه أمضاه
- ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ
حتى يتهيأَ لهُ؛ أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام".

2- عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "ما من جُرعَةٍ أعظم أجرًا عند الله من جرعةِ
غيظ كظمها عبدٌ ابتغاء وجه الله".

3- عن أنس رضي الله عنه أنه قال: إن النبي صلى الله عليه
وسلم مَرَّ بقومٍ يصطرعون؛ فقال: "ما هذا؟" قالوا: فلانٌ ما يُصارع
أحدًا إلا صرعه، قال: "أفلا أدلكم على من هو أشد منه؟ رجلٌ كلمه
رجلٌ فكظم غيظه فغلبه وغلبَ شيطانه وغلب شيطان صاحِبِهِ".

4- عن معاذ بن أنس عن أبيه رضي الله عنهما أن رسول الله
صلى قال: "من كظم غيظًا وهو قادرٌ على أن يُنفذه دعاه الله
عز وجل على رؤوس الخلائق حتى يُخيِّره من الحور ما شاء".

5- عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: خرج رسول اللّه صلى
اللّه عليه وسلم إلى المسجد وهو يقول بيده هكذا - فأومأ
أبو عبد الرحمن بيده إلى الأرض - : "من أنظر معسراً أو وضع عنه،
وقاه اللّه من فيح جهنم ، ألا إن عمل الجنة حَزْن بربوة (ثلاثاً) ،
ألا إن عمل النار سهل بشهوة ، والسعيد من وقي الفتن، وما من
جرعة أحبُّ إليَّ من جرعة غيظ يكظمها عبدٌ، ما كظمها عبدٌ للّه
إلاَّ ملأ اللّه جوفه إيماناً".

ملأ الله قلوبكم إيمانا وحكمة وزادكم يوم القيامة رفعة.. =)



13 التعليقات:

غير معرف يقول...

جزاك الله خير ونفع بك ^^

ابـراهيـم يقول...

رائع ما كان هنا,

وهذا الحديث لا ينفك عني
إِنَّما العلمُ بالتعلُّم، وإِنما الحِلْمُ بالتحلُّمِ، مَنْ يَتَحَرَّ الخيرَ يُعْطَهُ، ومَنْ يَتَّقِ الشرَّ يُوقَه


اللهم ارزقنا احسن أخلاق لا يهدي لأحسنها إلا انت, وكفنا سيئها لا يكفي سئها عنا إلا أنت.

"كتب الله اجركم"

جمال العربي يقول...

بعد إجراء التقييم الشهري الذي نجريه علي المدونات المضافة إلي دليل زوارك وجدنا أن مدونتك متميزة وتم إعطاؤها تقييم وستظهر المدونة ضمن المدونات المتميزة في الدليل مما يكسبها المزيد من الزوار أضف أخر ما تكتب إلي صفحة مدونتك بالدليل لتحقق اعلي إفادة من الدليل وذلك عبر إضافة تعليق أسفل المقال الخاص بمدونتك راعي أن يكون التعليق باستخدام الاسم/عنوان url واجعل الاسم عنوان المقال و url رابط المقال
وهذا هو رابط مدونتك علي الدليل (http://dir.zowark.com/2011/06/blog-post_3407.html
ولكن وجب التنبيه علي هذه المشاكل أيضا

إن زيادة عدد التعليقات لها أسباب كثيرة قد تكون لأنهم لا يعرفون التعليق أو أن التعليق صعب ( البعض يضع شرط كلمات التحقق وهي مملة ) وقد يكون ليس لديه وقت كاف وقد يكون أتي بالخطأ
حاول استهداف الزوار المهتمين بمدونتك
علق لدي مدونات شبيه بمدونتك
اجعل مقالك جذاب ويتضمن أسئلة تحتاج أجوبة تهم الزائر



نجاح مدونتك مرتبط بعدد زوارها وربما يكون الزوار علي بعد خطوات منك وأنت تشكو من قلة العدد ومصادر الحصول علي زوار كثيرة وأهمها بالطبع جوجل فبإمكانك الحصول علي آلاف الزوار يومياً إن فهمته حاولت في حلقات برنامج أصدقاء جوجل أن أشرح كل الأساليب التي تساعدك للحصول علي زوار من جوجل شاهد الحلقات من هذا الرابط
http://www.zowark.com/search/label/%D8%A3%D8%B5%D8%AF%D9%82%D8%A7%D8%A1%20%D8%AC%D9%88%D8%AC%D9%84
ولابد قبل ذلك تطبيق قواعد التسويق الالكتروني علي مدونتك وهذا هو الرابط
http://www.zowark.com/2011/04/blog-post.html
مهلاً هذا ليس إعلان لمدونة زوارك ولكن حتي تستفد من الأفكار المجربة وتحصل علي الزوار الذين هم علي بعد خطوة منك

...........
جمال العربي
من فريق عمل مجموعة زوارك للتسويق والتوظيف وخدمات البورصة

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اول شي جزاك الله خيرا=)

و ان شاء الله في ميزان حسناتج

موضوع جدا جميل

الصراحه انا وايد احاول اني اكظم و اسكت لكن احيانا ما اقدر ياخي حركاتهم تقهرررررررر

بس ان شاء الله الله بيقدرنا و بيصبرنا

شكرا


من مدونة dalo.oo.3atuae

... سعد الحربي ... يقول...

جميل جداً هذا الطرح

موضوع كبير جداً

مشكورة وموفقة.

غير معرف يقول...

مساء الغاردينيا دني الخير
للأسف عند الغضب قد يحدث امر اكبر من التلفظ
فـ الأفضل ان يتمالك الانسان نفسه ويلجم غضبه
وليس اجمل من الاقتداء بـ الرسول عليه الصلاة والسلام وصحبه "
؛؛
؛
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
reemaas

د.ريان يقول...

مساء الخير دنيا الخير الراقية

وموضوع من اجمل المواضيع جزاكم الله عنا خيراً

دمتم بخير

هنا حيث لاشئ الا أنا يقول...

خلود.. وجزاك الله العافيه ^_^

اشكر لك متابعتك لي ..

هنا حيث لاشئ الا أنا يقول...

ابراهيـم

اقتباس رائع..

جزاك الله خير ,, وتسعدني متابعتك لي

دنيا الخير

هنا حيث لاشئ الا أنا يقول...

دلوعه مدونتي يسعدني تواجدك الدائم=)

صح بعض الاحيان تفلت الاعصاب لكن القوي اللي يقدر
يتحملها ويمسكها ^_^

جزاك الله خير ..

دنيا الخير

هنا حيث لاشئ الا أنا يقول...

... سعد الحربي ...

الموضوع كبير!! لكن نحنا اكبر

موفق اخي سعد

وجزاك الله خير

هنا حيث لاشئ الا أنا يقول...

ريــــمــــاس

شاكره لك مرورك وتعطيرك متصفحي

ليس هناك اجمل من اخلاق قدوتنا الحبيب
المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم^_^

جعلني الله واياكم من المقتدين به في السر والعلن ..

دنيا الخير

هنا حيث لاشئ الا أنا يقول...

د.ريان

شاكره لك كرم مرورك...

وجزاك الله خير

موفق

دنيا الخير

إرسال تعليق

ضع لي بصمتك ولمسآآتك الذهبيه... فلي شرف حمل احرفك...

المتابعون